PAPAL LETTER FOR THE FEAST OF THE NATIVITY 2005 (ARABIC)
أبنائى وأخوتى الأحباء فى سائر كنائسنا بالمهجر:
سلام ونعمة من الرب، راجياً لكم عيداً سعيداً، وعاماً مباركاً، وحياة مقدسة، ونجاحاً فى كل أعمالكم، وبعد :
فى عيد ميلاد السيد المسيح له المجد، نتذكر أنه قد جاء للكل، يهتم بكل أحد، ويرفع معنويات الجميع.
أهتم بالضعفاء والخطاة، ورفع معنويات العشار أكثر من الفريسى، وقال عن زكا العشار ” اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت “، وأختار متى العشار وجعله واحداً من الاثنى عشر، ورفع من معنويات الخطاة. وقال ” ما جئت لأدعو ابراراً بل خطاة إلى التوبة “. وغفر للمرأة الخاطئة ( لو7 ، يو8 ، لو 19 ،18 ).
ورفع السيد المسيح من معنويات الأطفال الذين كان الكبار يطردونهم وقال ” دعوا الأطفال يأتون إلىّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات “(لو18 :16). وقال ” إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات “(مت18 :3 ). وبارك الأطفال……
ورفع أيضاً من شأن المرأة. وبارك النساء وخدمة النساء. “ونسوة كثيرات كن يتبعنه من الجليل ويخدمنه “(لو8 ). وكان يذهب إلى بيت مريم ومرثا فى بيت عنيا (لو10 ،38 – 42 ). وبارك مريم المجدلية وجعلها تلميذة له. وظهر لها أولاً بعد القيامة (مر16 :9 )، وأرسلها لكى تبشرتلاميذه (مت 28 :10 ). ودافع عن المرأة الخاطئة التائبة التى بللت قدميه بدموعها، وفضلها عن الفريسى (لو 7 :44-46 ).
ورفع السيد أيضاً من معنويات الأمم ودعاهم إلى ملكوته، بينما كانوا منبوذين من اليهود، وغرباء بلا عهود ولا مواعيد، ولا شريعة ولا رجاء. وقال ” إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون فى أحضان ابراهيم واسحق ويعقوب فى ملكوت السموات ” (مت 8 : 11 ). وضمهم إلى الكرازة قائلاً ” اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم ” (متى
28 :19 ). وقال عن قائد المئة الأممى ” الحق أقول لكم، لم أجد ولا فى اسرائيل ايماناً بمقدار هذا ”
(مت 8 :10 ).
وامتدح الرب إيمان المرأة الكنعانية، وقال لها ” يا امرأة، عظيم هو إيمانك “(مت
15 : 28 ) مع أنها من شعب كان أول من أصابته اللعنة!
كان الرب قلباً كبيراً يعطى من حنانه للكل : أشفق على بطرس على الرغم من إنكاره له ثلاث مرات، وثبّته فى الرسولية قائلاً له: ” إرعَ غنمى. إرعَ خرافى ” (يو 21 : 15- 16). وذلك الرجل العظيم عضو مجلس السنهدريم، نيقوديموس، الذى كان على الرغم من عظمته خائفاً من اليهود، لم يحتقر السيد خوفه، لما جاء إليه ليلاً
(يو3 :2 ) حتى لا يراه أحد. بل تنازل إلى ضعفه، وظل يغرس الإيمان فى قلبه شيئاً فشيئاً. فصار بعد ذلك واحداً من تلاميذه. ودافع عنه لما هاجمه الفريسيون
(يو7 :50 ،51 ). واشترك مع يوسف الرامى فيما بعد فى تكفينه (يو19 :39 -40 ).
كان الرب فى تجسده رجاءً لكل من فقد الرجاء، ومعيناً لمن ليس له معين، وبخاصته للمرضى الذين كانت امراضهم مستعصية كمريض بيت حسدا الذى مضت عليه
38 سنة فى مرضه
(يو5)، وكالذين كانوا عمياناً أو معوقين، أو مصابين بالبرص، أو عليهم أرواح نجسة…… كلهم وجدوا عنده الراحة والشفاء.
كان يجول يصنع خيراً (أع 10 :38 ). وكل شخص قابله، نالته منه بركة خاصة، حتى شاول الطرسوسى الذى كان يضطهد الكنيسة، ظهر له الرب ودعاه (أع 9). حتى اللص المصلوب إلى جواره…… كان السيد قلباً مفتوحاً للكل، للكبير والصغير. للصيادين البسطاء، كما للمثقف مثل شاول الذى تهذب عند قدمى غمالائيل (أع 22 :3). حتى أهل السامرة الذين كانوا محتقرين من اليهود لا يتعاملون معهم. هؤلاء قبلهم المسيح إليه، وكلمهم وآمن به كثيرون
(يو4 :36 -41 ). بل حتى الجندى الذى طعنه بالحربة على الصليب، كان له نصيب وآمن (متى 27 :54 ).
كذلك كل الذين كانوا يعيشون فى تعب، كان لهم نصيب فى هذا القلب الكبير الذى قال ” تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال، وأنا أريحكم ”
(متى 11 :28 ).
لهذا كله، أحب أن تسيروا جميعكم بأسلوب ربنا يسوع المسيح، وتهتموا بكل أحد. وكما قال معلمنا يوحنا البشير عن الرب ” من قال إنه ثابت فيه، ينبغى أنه كما سلك ذاك، يسلك هو أيضاً ” (1 يو2 :6). وليساعدكم الرب جميعاً فى بناء ملكوته. كونوا جميعكم بخير، معافين فى الرب، ومحاللين من روحه القدوس. وكل عام وأنتم فى ملء النعمة.
قداسة البابا المعظم
الأنبــــا شنــــودة الثـــالـــــث
يناير 2005